من حولنا

الشرع: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لاحتواء التصعيد ووقف الانتهاكات

قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، إن دمشق تجري مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء مع تل أبيب في محاولة “لامتصاص الوضع ومنع فقدان السيطرة”، في ظل الانتهاك الإسرائيلي المتواصل لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، واعتداءاتها المتصاعدة.

وجاءت تصريحات الشرع في مؤتر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى باريس، وذلك في معرض رده على سؤال أحد الصحافيين، واصفا “التدخلات الإسرائيلية” بأنها “عشوائية”، وندد بانتهاك اتفاق عام 1974 رغم التزام دمشق به.

وقال “منذ وصولنا إلى دمشق صرحنا لكل الجهات المعنية بأن سورية ملتزمة باتفاق عام 1974″، وأضاف أن “على قوات ‘أوندوف‘ (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك) العودة إلى الخط الفاصل”، مشيرا إلى أنها أجرت عدة زيارات إلى دمشق في هذا السياق.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة “رويترز” إن الإمارات فتحت قناة تواصل غير معلنة بين سورية وإسرائيل، تركّز على قضايا أمنية ومخابراتية، وذلك نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، في وقت تسعى فيه الإدارة السورية إلى دعم إقليمي في مواجهة العدوان الإسرائيلية المتصاعد.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع أن “الجهود التي بدأت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات في 13 نيسان/ أبريل، تركز حاليًا على مسائل فنية”، وأضاف أن “لا حدود لما قد يشمله النقاش في نهاية المطاف”، بحسب ما أوردت “رويترز”.

وقال مسؤول أمني سوري كبير للوكالة إن “قناة الاتصال تقتصر فقط وحصريًا على القضايا الأمنية، مع التركيز على عدد من ملفات مكافحة الإرهاب”، مشددًا على أن “المسائل العسكرية، وخاصة تلك المتعلقة بأنشطة الجيش الإسرائيلي في سورية، خارج نطاق المناقشات حاليًا”.

ونقلت “رويترز” عن مصدر مخابرات إقليمي أن القناة تضم “مسؤولين أمنيين إماراتيين، ومسؤولين في المخابرات السورية، ومسؤولين سابقين في المخابرات الإسرائيلية، من بين آخرين”. وامتنعت المصادر الثلاثة عن كشف هويتها “نظرًا لحساسية الأمر”، وفق التقرير.

ولفت تقرير الوكالة إلى أن جهود الوساطة هذه سبقت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سورية، بينها غارة “على بعد 500 متر فقط من القصر الرئاسي في دمشق”، وأضاف أنه “لم يتسن للوكالة التأكد مما إذا كانت قناة الاتصال استُخدمت منذ وقوع الضربات”.

وقال مصدر مطّلع ودبلوماسي إقليمي لـ”روتيرز” إن “وساطة غير رسمية بين إسرائيل وسورية جرت خلال الأسبوع الماضي عبر قنوات أخرى”، من دون الخوض في التفاصيل. وأفادت الوكالة بأن الرئاسة السورية ووزارة الخارجية الإماراتية لم تردا على طلبها للتعليق، بينما “أحجم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن التعليق”.

من جهتها، أفادت صحيفة “العربي الجديد” بأنها تواصلت مع أربعة مسؤولين سوريين بشأن التقرير، بينهم اثنان في القصر الرئاسي ووزارة الإعلام، ورفضا التعليق، في حين لم يرد اثنان آخران في وزارة الخارجية على الاستفسارات.

وذكرت “رويترز” أن السلطات السورية تحاول “إظهار أنها لا تشكّل تهديدًا لإسرائيل”، ونقلت الوكالة عن رسالة من وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها الأميركية، اطّلعت عليها: “لن نسمح لسورية بأن تشكل مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى